آحً ـآوُلَ جَآهِدآ.....
أحاولُ جاهدًا ألّا أكتب…
وكأنني أقفُ أمام بوّابةٍ من نور،
أعرف تمامًا أنني إن فُتحتها سيسيل من داخلي ليلٌ كامل
وامتلاءاتٌ لا أستطيع شرحها لأحد.
أشدُّ على أصابعي حتى لا تنزلق إلى الحرف،
وأساوم قلبي كي يصمت،
لكنّ الصمت نفسه يعلو في صدري
حتى يصبح ضجيجًا لا يُحتمل.
أحاول ألّا أكتب
لأن الكتابة حين تأتي، تأتي كالعاصفة:
تقتلع ما ظننته ثابتًا،
وتُسقط الأقنعة التي لبستها بدافع الحكمة أو الخوف،
وتعيدني إلى ذاتي الأولى…
ذاتٍ هشّة، طيّبة، لا تعرف الزيف،
تتلعثم حين تكتم، وتشفى حين تعترف.
أحاول ألّا أكتب
لأن الحرف يعرف ما أخفيه عن نفسي،
ويقول ما لا أجرؤ على قوله بصوتٍ مسموع.
يعرف انكساراتي التي أنام عليها،
وخيباتي التي أضعها تحت الوسادة،
وأنين الروح الذي لا يسمعه أحد.
الكتابة تفضحني…
لكنها في اللحظة ذاتها تمسح على رأسي
كما تفعل أمٌّ تعرف أن ولدها لم يعد يحتمل.
أحاول ألّا أكتب،
لكن الكلمات تلتفُّ حولي كطفلٍ يتيم
يبحث عن حضن،
أو كعاشقٍ طرق الباب في منتصف الليل
لا يريد شيئًا سوى أن يُفتح له.
كلّ شيءٍ حولي يذكّرني بأنني كائنٌ من حبر،
حتى صمتي نَفَسُه يتشكّل في هيئة جملةٍ ناقصة.
أحاول جاهدًا…
لكن حين يفيض داخلي،
أشعر أن مقاومة الكتابة
هي مقاومة المطر حين يريد أن يهطل،
ومقاومة الضوء حين يشتهي أن يولد،
ومقاومة القلب حين يحتاج أن يحكي.
الكتابة ليست هواية…
إنها المعبر السريّ الذي أهرب إليه،
والجسر الذي أعبر عليه من نفسي إلى نفسي،
والنافذة التي أقف عندها حين تضيق كلّ الأبواب.
ولذلك،
مهما طال صراعي معها،
ومهما حاولتُ إغلاق يدي،
سينفلت حرفٌ،
تتبعه كلمة،
تتبعها روحٌ كاملة تخرج إلى الورق
لتنجو.
| بواسطة / الاايهم. | ||
| مشاهدات | 13 | |
| في | 2025-12-13 09:22:15 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©