يا ايها الانســــــــــــــان
يا أيها الإنسان…
اللهُ خلق الكونَ بقدرةٍ لا يعجزها شيء، ونثرَ الكواكبَ في سماواتٍ لا يحدّها طرف، وجعلها تجري في مداراتٍ محسوبةٍ كأنّها تُسبّحُ بأمره وتسيرُ تحت سلطانه.
جبالٌ شامخةٌ تنحني لعظمته… وبحارٌ هادرةٌ تهدأ لجلاله… ومخلوقاتٌ لا تُحصى تسبّح بحمده في الليل والنهار، لا تفتر ولا تعصي…
فأين أنت من كل هذا؟
أين أنتَ من خالقٍ إذا أراد أمرك قال له: “كُنْ” فكان؟
أين أنت من ربٍّ يمسك روحك بين إصبعين من رحمته، يوقظك كل صباح، ويستر عيوبك، ويقيلُ عثرتك، وينتظرُ منك خطوةً واحدةً ليفتح لك أبوابَ ألف رحمة؟
تأمّلْ: الكواكب لا تتوقف، والنجوم لا تتمرّد، والملائكة لا تعصي، والسمواتُ السبعُ قائمةٌ بأمره… إلا ابن آدم، يُرزقُ بلا حساب ثم يتثاقل عن سجدة، ويُحاط بالنعم ثم يُهمل ذكر الله، ويرى الموتَ حوله ثم يستمرّ وكأن العمرَ مُلكٌ له.
قفْ، وارجع، وتُب إلى ربٍّ يفرح بعودتك أكثر مما يفرح الظمآن بالماء، وأكثر مما يفرحُ الضالُّ حين يجد طريقه.
يا ابن آدم… لو علمتَ رحمةَ ربّك لاستحييتَ أن تغفل عنه لحظةً، ولو علمتَ قدرته لخضعتَ له خضوعَ من أدرك أنه لا ملجأ ولا مفرَّ إلا إليه.
| بواسطة / الاايهم. | ||
| مشاهدات | 11 | |
| في | 2025-11-23 21:49:05 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©