الوفــــــــــــــــــــاء
الوفاء… كلمة بسيطة الحروف، لكنها في جوهرها امتحان نادر لا يجتازه إلا من كانت قلوبهم طاهرة كالنقاء، وصادقة كدمعةٍ لم تُرغمها العين على النزول.
الوفاء ليس ما يُقال أمامك من عباراتٍ منمقة، ولا ما يُعرض عليك من اهتمامٍ لحظة الحضور… بل هو ما يُصنع بصمتٍ حين تغيب، وما يُقال عنك في غيابك، وما يُحفظ لك من ذكرٍ طيبٍ حين لا تكون حاضرًا لتسمع أو ترى.
الوفاء هو أن يذكرك أحدهم بخيرٍ في مجلسٍ غابت عنه صورتك، وأن تُذكر أفعالك الجميلة لا لأنك تنتظر الشكر، بل لأنّ أثرها لم يُمحَ من القلوب.
هو أن يحرس أحدهم غيابك كما لو كنت بين يديه، وأن يصون اسمك كما يصون سرًّا غاليًا لا يُفشى.
كثيرون يتقنون الحديث عن الإخلاص، لكن قلّة هم الذين يُثبتونه بالفعل… فالوفاء لا يُرى أمام العيون، بل يُختبر في الظلال، حين تُغلق الأبواب ويُترك القلب وحده أمام مرآة الضمير.
الوفاء الحقيقي هو ما يحدث وراء ظهرك، حين لا يراك أحد، ولا يسمعك أحد، لكنه يُقال عنك بالخير، وتُصان لك المودة بصدقٍ لا يعرف الخيانة.
فاحمد الله إن وجدت قلبًا وفيًّا لا يتغير مع البعد، ولا يبدّل المودة عند الغياب، فذلك كنزٌ نادر لا يُشترى، بل يُوهب من الله هديةً لمن يستحقها.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 24 | |
| في | 2025-11-11 20:53:54 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©