حين يراك الله مظلومًا... فلا تبتئس
﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ﴾
آيةٌ ليست حكاية ماضٍ، بل وعدٌ يتجدّد في كل زمان، وسُنّةٌ ماضيةٌ في كتاب العدل الإلهي، بأنّ الحق لا يُدفن وإن طال غيابه، وأنّ المظلوم له عند الله موعد لا يُنسى.
ما أعظم هذا الربّ العظيم،
يُمهل الظالم حتى يظنّ أنه انتصر، ثمّ يُريه أن العدل لا يغيب عن سماء الله طرفة عين.
يرفع أقوامًا بصبرهم، ويُسقِط آخرين بظلمهم، ويجعل بين لحظة الانكسار ولحظة التمكين نَفَسًا واحدًا… هو نَفَسُ الصبر.
إذا ظلمك الخلق… فثق أن الخالق يراك.
يراهم حين يتجبّرون، ويراك حين تبتلع غصّة الألم وتقول: "حسبي الله".
يرى ضعفك، وسكونك، ودموعك التي لم تُرِها لأحد،
ويرى في قلبك نورًا يزداد كلما اشتدّ عليك الظلام.
وإذا أُغلقت أبواب الأرض، فباب السماء لا يُغلق،
هناك حيث لا يُردّ طارق، ولا يُنسى ساجد،
هناك تُرفع الدعوات خاشعة، وتُكتب الإجابات بلطفٍ خفيٍّ من ربٍّ لا يردّ من قال: "يا رب".
كم من ليلٍ طاله الحزن، فأنبته الله فجرًا جميلاً،
وكم من قلبٍ حسب أن القدر جافاه، فأكرمه الله بفرحٍ لم يكن في حسبانه.
تذكّر دائمًا: أن الله لا يؤخر عطاياه إلا ليُعطيكها في الوقت الأجمل،
ولا يمنع عنك شيئًا إلا ليُبدلك بما هو أنقى وأبقى.
فاثبت… وابقَ على يقينك،
فما دام في صدرك توحيد، فلن تُهزم،
وما دام في قلبك رضا، فسيأتيك من الله ما يبهج روحك بعد طول صبر.
اللهم اجعلنا من عبادك الذين صبروا فكرّمتهم،
ومن الذين ظُلموا فأنصفتهم،
ومن الذين رفعوا أكفّهم إليك فأنزلت عليهم سكينتك،
واجعل لنا في كل انكسارٍ جبرًا، وفي كل ضيقٍ فرجًا، وفي كل دمعةٍ نورًا يقرّبنا إليك يا أرحم الراحمين.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 21 | |
| في | 2025-11-08 08:38:47 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©