الاهتمـــــــــــــام
الاهتمام…
ذلك الشعور الذي لا يُقال، بل يُشعَر به، يُلمَس في النظرات، ويُقرأ بين السطور، ويُترجم في تفاصيلٍ صغيرة لا ينتبه إليها إلا قلبٌ أحبّ بصدق.
الاهتمام هو أن تراك العيون قبل أن تطلب، وأن يسأل عنك الصمت حين تغيب، وأن تمتد إليك يد الحنان من بعيد دون موعدٍ أو انتظار.
هو أن تجد من يتذكّرك في زحمة انشغاله، من يضعك في أولوياته دون أن تطلب مكانك، من يراك دون أن تتحدث، ويشعر بما يوجعك دون أن تشرح.
الاهتمام ليس هدية تُقدَّم، ولا واجبًا يُؤدَّى، بل هو فطرةٌ من القلب إلى القلب، كنبضةٍ تسري بين الأرواح حين تتآلف، وكنسمةٍ من الدفء تسكن في ليالي الغربة.
كم جميلٌ أن تجد من يراك بعينٍ مختلفة، لا تشبه نظرة الآخرين، من يراك وطنًا صغيرًا في قلبه، ومن يراك راحةً لا يريد منها فكاكًا.
فالاهتمام يزرع الطمأنينة، ويُنعش الروح، ويعيد للحياة لونها بعد رماد الحزن، ويُشعل في القلب نورًا من أملٍ لا ينطفئ.
واعلم أن الاهتمام الحقيقي لا يُقاس بعدد الكلمات، ولا بكمّ الرسائل، بل بصدق المواقف ودفء الحضور.
فما أجمل أن تجد من يهتم بك دون أن يطلب شيئًا في المقابل، ومن يشاركك صمتك قبل حديثك، ومن يراك في لحظات ضعفك كما يراك في أوج قوتك.
الاهتمام هو لغة القلوب، لا يتقنها إلا من أحبّ بصفاء، ومن منح دون انتظار، ومن آمن أن العطاء لا ينقص، بل يُزهر في الأرواح كما تُزهر الأرض بعد المطر.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 18 | |
| في | 2025-11-04 08:53:10 | |
  الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح، 
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©