الحياة مدرسة والناس اسئلة.
الحياةُ مدرسةٌ متراميةُ الأبواب، لا جرسَ فيها يُعلن نهاية الدرس، ولا عطلةَ تُريح القلب من امتحاناتها.
تبدأ منذ أول صرخة، وتنتهي عند آخر سكون.
فيها نتعلّم كيف يُولد الفرح من رحم الحزن، وكيف تُنبت الخيبة فينا زهور الحكمة.
الناسُ فيها أسئلة، بعضهم يأتينا ليختبر صدقنا، وبعضهم ليعلّمنا كيف نُحبّ دون شروط،
وبعضهم لا يأتي إلا ليكشف لنا مَن نكون حقًّا حين نُخذل.
أسئلتهم لا تُكتب على الورق، بل تُطرَح في أعماقنا، بصمتٍ، بنظرةٍ، بموقفٍ واحدٍ لا يُنسى.
والأيامُ، يا صدقائي، هي الإجابات.
تجيبنا على مهل، كأستاذٍ حكيمٍ يعرف أن الفهمَ لا يُمنح دفعةً واحدة،
تُمهلنا حين نخطئ، ثم تعيد الامتحان حين نتجاهل الدرس.
تُظهر لنا وجهها القاسي حين نغترّ، وتُلين قلبها حين نلين نحن.
ومع مرور الوقت، نكتشف أننا نحن النتيجة.
نحن خلاصةُ كل سؤالٍ صعب، وكل إجابةٍ جاءت بعد وجعٍ طويل.
نحن ثمرةُ دروسٍ كتبتها التجارب، وسقَتها الدموع، ونضجت بالشكر والصبر.
الحياةُ يا رفقاء القلب ليست سباقًا للفوز، بل رحلةُ فهمٍ عميقة...
نتعلّم فيها كيف نُحبّ دون أن نُرهق،
وكيف نعفو دون أن ننسى،
وكيف نحيا برُقيٍّ حتى بعد أن تنكسر أرواحنا مرات.
فكن طالبًا نجيبًا في مدرسة الوجود،
واقرأ الناس كما لو كانوا كتبًا من مشاعر،
واستمع للأيام كأنها موسيقى من تجارب،
ودع النتائج تأتي كما يشاء الله،
فكلّ ما يحدث في دروس الحياة... كان مكتوبًا ليُعلّمك كيف تكون أنت.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 31 | |
| في | 2025-10-29 15:33:00 | |
  الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح، 
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©