كيف انهض بعد الوقـــــــــــوع
ليس الوقوع عارًا، إنما العار أن تبقى حيث سقطت، وأن تُطفئ في قلبك شعلة النهوض.
فالسقوط لا يعني النهاية، بل يعني أن الله أراد أن يريك الطريق من زاويةٍ أخرى، زاويةٍ أقرب إلى الأرض، حيث تبدأ الجذور في النمو قبل أن ترى النور.
انهض، وإن كان في صدرك ثِقلُ الجبال.
انهض، ولو كانت الخطوةُ الأولى على أرضٍ من الرماد.
انهض، لأن الله لا يخذل من حاول، ولا يُطفئ نورًا حاول أن يضيء ولو في عتمةٍ حالكة.
حين تسقط، لا تلعن الأرض التي احتضنتك،
ولا تلعن نفسك التي تعثّرت،
بل اشكرها… لأنها علّمتك أن الطريق لا يُقطع بالكبرياء، بل بالانكسار الصادق، وبقلبٍ عرف طعم الوجع فصار أكثر لينًا ورحمة.
قف من جديد، ولو ارتجف فيك كل شيء.
فالثبات لا يعني ألا ترتجف، بل أن تبقى واقفًا رغم الارتجاف.
رتّب فوضاك، وامسح الغبار عن حلمك القديم،
واخبر نفسك أن الزمن لم يُغلق أبوابه بعد، وأن ما ضاع بالأمس قد يزهر غدًا في حديقةٍ أخرى.
تذكّر أن الله لا يبتليك ليكسرَك، بل ليطهّرك من زوائدك،
ليعيد تشكيلك على هيئةٍ أجمل، وأصفى، وأقرب إليه.
فكم من سقوطٍ أنجب نهوضًا، وكم من انكسارٍ أخرج من القلب جناحين.
انهض لأن فيك سرّ الخلق،
فيك نفخةٌ من روحٍ لا تُهزم،
وفيك نورٌ لا يُطفأ مهما اشتدّت العتمة.
انهض، ولو وحدك.
فمن يسير وحيدًا في درب الألم، يخرج ومعه ألف حكمةٍ وضياء.
انهض لأنك لم تُخلق لتبقى أسير جرحٍ، ولا لتسكن تحت رماد الخيبة،
بل خُلقت لتقوم، وتتعافى، وتُعيد تعريف نفسك من جديد.
واسمع النداء الخافت في أعماقك يقول:
“قُم، فالرحلة لم تنتهِ، وما زال فيك ما يستحق الحياة.”
فانهض، يا من علّمه السقوط معنى الصعود،
وامضِ في طريقك مرفوع الرأس،
فالله معك،
ومن كان الله معه… لا يُهزم وإن سقط ألف مرة.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 31 | |
| في | 2025-10-27 13:54:20 | |
  الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح، 
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©