للرحيـــــــــــــل اداب
للرَّحيلِ آدابٌ، لا يدركها إلّا من تهذَّبت أرواحُهم، واتّسعت قلوبُهم بالوعي والاحترام.
فليس الرَّحيلُ مجرّدَ خطًى تُبتَر من طريق، بل هو موقفٌ يُظهِر سموّ النفس ورُقيّها.
من أدبِ الرَّحيل أن تمضي صامتًا كما أتيت، نقيًّا كما بدأت،
أن تترك وراءك طيبَ الأثر، لا صدًى من وجعٍ ولا كسراً في قلب.
أن تُغلق الأبواب برفق، وتترك للذكريات حرمةَ الوداع،
فأجملُ الانصرافِ ما لم يُدنّسهُ ضجيجُ العتاب، ولا فوضى الانكسار.
ومن أدبهِ أيضًا ألّا تُشوّه وجهَ المحبّة بالرحيل الجارح،
وألّا تُلقي بكلماتٍ مُبهمةٍ تزيدُ النارَ اشتعالًا في صدرٍ أحبّك.
بل تودّعُ بوقار، كما يُودّعُ الضوءُ نافذته حين يهبطُ المساء.
فالرحيلُ يا صديقي ليس خيانةً، إنّما امتحانٌ للرفقِ واللباقة،
فإن لم تحسن البقاء، فأحسن الغياب
| بواسطة / احمد** | ||
| مشاهدات | 41 | |
| في | 2025-10-18 21:40:15 | |
  الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح، 
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©