بيــــــــــــــن الســــــــــــطور..
ما بين السطور والكلمات… أجدكِ أنتي، لا كحرفٍ عابرٍ يمرُّ في غفلة من العيون، بل كحلمٍ يزهر في عمق الذاكرة، وكأنكِ نُسغُ الحروف وروح المعاني.
كلّما تساقطت العبارات من بين أناملي، وجدتكِ تتسلّلين إليها كما يتسلّل الضوء إلى عتمةٍ هادئة، لتُضيئي كل زاوية في قلبي، وتُعيدي ترتيب فوضى الشعور داخلي.
أراكِ في حافة كل جملة، في رعشة كل فاصلة، في صمت النهاية وارتباك البداية… كأنكِ لغةٌ لا يتقنها أحدٌ سواي.
يا من تختبئين خلف الحروف كنسمةٍ دافئة في مساءٍ بارد، يا من لا تحتاجين إلى نُطقٍ صريحٍ لتُفهمي… فحضوركِ يكفي ليتحدث عنكِ كل شيء.
في غيابكِ تصبح الكلمات باهتة، بلا ملامح، بلا نبض، أما حين تمرّين بينها… فكل نقطةٍ تتحوّل إلى نجمة، وكل سطرٍ إلى سماءٍ تلمع باسمك.
ما بين السطور أجدكِ كما يجد العاشق وطنه، كما يجد القلب نبضه، وكما يجد الليل قمراً يعيد إليه سكينته.
أجدكِ… حين يضيع منّي المعنى، فتأتين أنتي لتكوني المعنى.
أجدكِ… حين تصمت اللغة، فيتكفّل حبّكِ بالحديث نيابة عنها.
فأنتِ القصيدة التي لم تُكتب بعد، والرسالة التي لا تنتهي، والنبض الذي لا يعرف الفناء.
| بواسطة / الاايهم. | ||
| مشاهدات | 49 | |
| في | 2025-10-16 07:35:54 | |
  الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح، 
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©