الــــــــــزهد فــــــي الدنـــــيا
الزهد في الدنيا عبادة قلبية عظيمة، تدل على صفاء الإيمان وصدق التوجه إلى الله تعالى، وهي من أبرز صفات أولياء الله الصالحين.
فالدنيا دار ممرٍّ لا مقرّ، ومتاعها قليل، وما عند الله خير وأبقى. قال الله تعالى:
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].
الزهد لا يعني ترك العمل أو إهمال طلب الرزق، بل معناه أن يكون العبد مطمئن القلب، غير متعلّق بزينة الدنيا، يعمل ويجتهد، لكن لا يجعل الدنيا أكبر همه، ولا مبلغ علمه.
قال النبي ﷺ:
"ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس" (رواه ابن ماجه).
فالزهد هو أن يكون المال في اليد لا في القلب، وأن يستعمل المؤمن ما رزقه الله في طاعته، لا في معصيته. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم من أغنى الناس مالاً، ولكنهم كانوا أزهد الناس قلوبًا، لأنهم علموا أن ما عند الله خير وأبقى.
قال الحسن البصري رحمه الله:
> "ليس الزهد بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك".
ومن آثار الزهد أنه يورث راحة النفس، وطمأنينة القلب، ويصرف عن الإنسان هموم التعلق بالدنيا وتقلباتها، فيعيش راضيًا بما قسم الله له، مطمئنًا إلى وعده، مقبلاً على عبادته.
فالزهد في حقيقته ليس ترك الدنيا، بل التحرر منها، وأن يعيش الإنسان فيها بقلبٍ متصلٍ بالآخرة، يرى النعيم الحقيقي فيما عند الله، لا فيما يزول بزوال اللحظة.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 10 | |
| في | 2025-10-08 20:42:57 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©