الصدقة… لغة الأرواح التي لا تنطفئ
في زحمةِ الحياة، حين يثقل القلبُ بالهمّ، ويضيقُ الرزقُ أو تتعبُ الخطى،
تأتي الصدقة كنسمةٍ من رحمة الله،
تُعيد ترتيب ما تبعثر في الداخل،
وتُذكّرك أن الخير لا يُمحى، بل يعود مضاعفًا كالنور إذا لامس الظلمة.
الصدقة ليست مالًا يُمنح، ولا فضلًا يُذكَر،
هي حكايةُ قلبٍ عرف أن ما بين يديه زائل،
فأراد أن يخلّد أثره قبل أن يُغادر الدنيا.
كم من دمعةٍ مسحتها يدُ كريمٍ لم يُرِد أن يُعرَف،
وكم من جائعٍ دعا في جوف الليل لوجهٍ لا يعرف اسمه!
تلك الدعوات الصادقة تصعد إلى السماء،
وتعود على صاحبها سكينةً، وطمأنينةً، وبركةً في العمر والمال والأهل.
الصدقة لا تنتظر الغنى لتُقدَّم،
بل تُولد من الإحساس الصادق بالآخرين،
من قلبٍ يعلم أن الرزق رزقان:
رزقٌ تأكله، ورزقٌ تدّخره عند الله.
هي مفتاحُ الأبواب المغلقة،
وسترةٌ من البلاء،
وظلٌّ في يومٍ تذوب فيه الظلال،
هي الأمان في زمنٍ تتكاثر فيه المخاوف،
والدواء لروحٍ أتعبها الجفاء.
تصدّق ولو بابتسامة،
فكم من وجهٍ أنهكه الحزن أشرقت عليه بابتسامةٍ صادقة كانت له صدقة.
تصدّق ولو بكلمة،
فكم من مكسورٍ لملمته بكلمةٍ طيبة كانت له نجاة.
تصدّق ولو بدعاء،
فربّ دعوةٍ في ظهر الغيب رفعت عنك بلاءً لا تعلمه.
العطاء لا يُفقِر،
بل يُغنيك بمعنىً أوسع من المال،
يُغنيك بالرضا، وبصفاء النفس،
وبقربٍ لا يُشترى ولا يُطلَب إلا من الله.
فاجعل صدقتك سِرًّا بينك وبين ربك،
فما خرج لله خالصًا، عاد إليك خيرًا مضاعفًا.
واعلم أن الله لا ينسى،
وأن ما أعطيت اليوم في الخفاء،
سيُعيده إليك غدًا في العلن رزقًا، وعافية، وسعادةً تفيض من حيث لا تحتسب.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 12 | |
| في | 2025-10-07 21:07:56 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©