الـــــــــــبارحـــــــــــة
البارحة لم تكن مجرّد لحظة عابرة، بل كانت انكساراً عميقاً يوازي انهيار عالمٍ كامل في داخلي. حين غرست حبيبتي سكينها في قلبي وضحكت، لم يكن الأمر خيانةً وحسب، بل كان إعلاناً صارخاً بأن الحب قد يتحوّل في لحظة إلى مسرح قاسٍ تُعرض فيه أبشع المشاهد. كانت ضحكتها كصفعةٍ على وجه الثقة، كصوتٍ يتهكّم على صدق مشاعري، وكأنها تقول إن الألم الذي يسكنني ليس سوى لعبة مسلية.
أدركت حينها أن الجرح ليس في الطعنة ذاتها، بل في المتعة التي وجدتها وهي تراني أنزف. ذلك الشعور حوّل كل ما بيننا إلى رماد، جعلني أرى أن أقسى الأيادي هي تلك التي أمسكت يوماً بيدي بحنان، وأن أبشع السكاكين هي التي تُزرع في القلب باسم الحب.
ما يؤلم ليس فقط فقدانها، بل فقدان المعنى؛ أن يتحوّل الدفء إلى برد، والعناق إلى خنجر، والضحكة التي كانت تبعث الحياة إلى سخرية تميت الروح. هناك، في تلك اللحظة، انكشفت الحقيقة كاملة: أن بعض القلوب لا تحبنا لذواتنا، بل لذةً في امتلاكنا، حتى إذا ما ملّت، وجدت متعة في تدميرنا.
ومع ذلك، وسط كل هذا النزيف الوجداني، خرجت بذرة وعي: أن قلبي، مهما نزف، يظل شاهداً على صدقي، وأن جرح الخيانة، وإن كان عميقاً، يعلّمنا أن قيمة الحب ليست فيمن نمنحه، بل فيمن يستحق أن يسكنه. لقد تحولت الطعنة من موتٍ صغير إلى درسٍ عظيم، ومن ضحكتها الساخرة إلى يقينٍ بأنني أقوى مما تصوّرت، وأن القلب الذي يعرف الصدق لا تهزمه خيانة، بل ينهض ليبحث عن ضوءٍ أصدق.
| بواسطة / الايهم. | ||
| مشاهدات | 37 | |
| في | 2025-09-28 15:15:35 | |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©