النمــــــــــيمة

النميمة داءٌ خفيّ، وشرٌّ يفتك بالقلوب قبل أن يفتك بالمجالس، وهي سببٌ في تفريق الأحبة، وزرع البغضاء بين الإخوان. وقد حذّرنا منها الإسلام تحذيراً شديداً، فقال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [القلم: 10-11]، فذمَّ الله النمّام واعتبره من أهل السوء والفساد.
وجاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: "لا يدخل الجنة نمّام"، فكيف يرضى عاقل أن يبيع الجنة بكلمةٍ يشيعها بين الناس!
أيها الأحبّة:
اعلموا أن النميمة لا تعود على صاحبها إلا بالخيبة، فهي تورثه الإثم، وتجعله مبغوضاً بين الناس، فمَن حمل إليك كلاماً عن غيرك، فاعلم أنه سينقل عنك أيضاً. والنمّام في الحقيقة يفسد ولا يُصلح، ويهدم ولا يبني.
فلنحفظ ألسنتنا من هذا الداء، ولنجعل مجالسنا عامرةً بالذكر، والدعاء، والكلمة الطيبة، فهي التي تجمع القلوب وتؤلّف بينها. وإن سمع أحدكم نميمةً فليغلق بابها بقوله: "اتقِ الله، ولا تنقل لنا ما يفسد قلوبنا".
فالكلمة الطيبة صدقة، والكلمة السيئة جرحٌ لا يندمل. فلنكن مفاتيح خير، مغاليق شر، ولنحذر أن نحمل وزر كلمة قد تجرّ وراءها قطيعةً أو عداوةً أو دمعةً لا تُجبر.