ليس عيبا

ليس عيباً أن يكون فيك عيب العيب الحقيقي أن تتجاهله كأنك كامل ..
أن تنكر وجوده وكأن النقص لا يسكن قلبك ولا يلوّن روحك ..
نحن بشر ، مخلوقون من مزيج الضوء والظل ، من صفات نتباهى بها وأخرى نخفيها تحت ستار الصمت ..

ليس عيباً أن تغضب سريعاً ، العيب أن تجعل غضبك يجرح من يحبك ..
ليس عيباً أن تخطئ في فهم الناس ، العيب أن تُصرّ على ظنونك وكأنها حقائق منزلة ..
ليس عيباً أن تسقط مرة أو عشرة ، العيب أن ترفض النهوض وتبرر سقوطك بأنه قدرك الأبدي ..

الإعتراف بالعيب فضيلة لا تنقص من كرامتك ، بل ترفعك في أعين من حولك ، لأن من يراك شجاعاً في مواجهة ضعفه يثق أنك صادق في قوتك أيضاً ..
الكمال وهم متعب ، يرهق صاحبه ويخنق قلبه ، بينما الإعتراف بالنقص راحة داخلية عميقة ، هو باب السلام مع الذات ..

الناس لا تنفر منك لأنك ناقص ، بل تنفر حين تتصنع الكمال ، تتحدث بثقة زائفة وتخفي هشاشتك خلف أقنعة ثقيلة ، وكلما ازدادت الأقنعة ازداد شعورك بالوحدة ..

ليست العيوب عاراً ، إنها علامات بشرية .. توقيع الخالق على مخلوقه ، كأنها تقول لك : "لا تُكلّف نفسك عناء ادعاء العصمة ، فالعظمة ليست في نقائك التام ، بل في سعيك الدائم لتطهير ما تستطيع" ..

قد يكون فيك عيب في مزاجك ، في كلامك ، في تصرفاتك ، لكن ما دام قلبك قادراً على أن يراجع نفسه ، ويعتذر عند الخطأ ويحاول أن يتغير ولو بخطوة صغيرة ، فأنت أجمل بكثير ممن يظن أنه فوق النقد ..

ليس عيباً أن يكون فيك عيب ..
العيب أن تتركه يغلق أبواب النور في داخلك أن تجعله حجراً ثقيلًا يكسر جناحيك ..
أما إذا حولته إلى دافع للرحمة والتواضع والنمو ، صار العيب أجمل ما فيك ، لأنه يذكّرك دائمًا بأنك إنسان ..