انك لاتسمع الموتي
( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ))[النمل:80] فلا تظن أنك لست على حق، لكن هؤلاء موتى.هذه ثمان فوائد
(( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ))[النمل:80 - 81].
في هذه من الفوائد:
أولاً: أن الميت والمراد بالميت هنا ميت القلب، أو الموتى.. موتى الأجسام على سبيل التمثيل لا يسمع، فإذا كان ميّت القلب فالأمر ظاهر أنه لا يسمع سماعاً ينتفع به، وإلا فهو يسمع سماع إدراك لكنه لا ينتفع به.
الفائدة الثانية: استدل بالآية هذه من قال: إن الموتى في قبورهم لا يسمعون.
وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم: منهم من قال: إن الموتى يسمعون ولكن لا يجيبون.
ومنهم من قال: إنهم لا يسمعون ويقبل ما وردت به السنة من سماعهم، لكنه يقصره على ذلك، ويقول فيما عدا ذلك لا يسمع الميت، والسنة وردت بأن الميت إذا دُفن وتولى عنه أصحابه فإنه يسمع قرع نعالهم، السنة وردت فيما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه وقف على أصحاب قليب بدر من المشركين، وجعل يؤنبهم: يا فلان ابن فلان، يا فلان ابن فلان..! بأسمائهم وأسماء آبائهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً. فيقال للرسول عليه الصلاة والسلام: ما تكلم من قومٍ قد جيّفوا؟ فيقول: لستم بأسمع لما أقول منهم.
فهذا الكلام الآن ولماذا؟ كانت عند الدفن أو عند إلقاء الميت أو تسليمه للآخرة فلا يقتضي أن يسمع كل وقت، ومن العلماء من قال: إنه يسمع كل وقت كشيخ الإسلام ابن تيمية ويستدلون بالحديث الذي رواه ابن عبد البر وصححه وهو: ( ما من أحدٍ يمر بقبر يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام ) فيصححون هذا الحديث، وبعضهم يضعفه ويقول: إنه لا يصح.
ولكن هذا الحديث كان ينبغي أن يكون هو ركيزة لمن يقول: إن الموتى يسمعون، بل إننا نقول: الموتى يسمعون قد نستدل بحديث أصح من هذا وهو ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه يزور المقبرة ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وتوجيه السلام إليهم في الخطاب يدل على أنهم يسمعون، وإلا لكان يقول: السلام على أهل الديار من المؤمنين ولا يقول: عليكم.
ولو قال قائل: إن هذا من باب قوة الاستحضار. قلنا: قوة الاستحضار لا تحتاج إلى الدنو، ولهذا نحن نقول: السلام عليك أيها النبي وإن كنا بعيدين، ولا يُسن أن نقول الآن هنا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين. حتى نحضر إليهم. فدل هذا على أنهم يسمعون، يبقى عندنا: إذا كانوا يسمعون فما هو الجواب عن هذه الآية.
(( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ))[النمل:80 ] نقول: المراد السماع سماع القبول إذا كان المقصود بالموتى موتى القلوب، أو السماع الذي تحصل به الإجابة وسماع الإدراك الدنيوي، هذا ما يمكن.
يعني: ليس سماع الميت لما يتكلم به الإنسان كإدراك الحي، بل هو سماعٌ ما نعرف عن كيفيته إنما هو سماعٌ لا يمكن أن يجيب، إلا إذا أراد الله تبارك وتعالى إحياءه وتكلم ونطق، فهذا يمكن مثل صاحب البقرة، فإن صاحب البقرة ضربوه ببعضها فأحياه الله وتكلم ومات، ولكنه لم يتكلم ولم يجب إلا بعد أن حي حياة دنيوية ثم أماته الله
بواسطة / الايهم. | ||
مشاهدات | 14 | |
في | 2025-06-09 11:08:01 |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©