يبتلي
يبتلي اللهُ العبدَ بأحبِّ الناسِ إليه، ليُذَكِّره أنَّ القلوبَ بين إصبعين من أصابعِ الرّحمن، وأنَّ البشرَ مهما أحبُّوا، يبقون ضعفاءَ عن الوفاءِ الكاملِ، عاجزين عن ملازمةِ الأرواحِ حين تشتدُّ وحشتها.
يبتليه لينزعَ من قلبه تعلُّقًا زائلاً، وليفتح له بابًا نحو حبٍّ لا يفترُ، ولا يغيبُ، ولا يخونُ. حبٍّ يظلُّ معه حين يتناثرُ الجمعُ من حوله، وحين يبهتُ وجهُ الأنسِ في وجوهِ الناس، تُشرقُ رحمةُ الله في القلب.
فالناسُ حين يُحبّون قد يخذلون، لكن اللهَ، إذا أحبَّ عبدَه، لا يتركه يتيمَ القلبِ أبدًا. يقيمُه إذا سقط، ويؤنسُه إذا ابتعد، ويعوضه عن كل ألمٍ عرفه بنعمةٍ لا تزول.
حين تُمتحنُ بفقدِ الأحبَّة، لا تحزن؛ فاللهُ يربِّي قلبك ليحسنَ التعلّق به وحده، ليريك أنَّه الكافي حين ينقصُ العالم، وأنَّه الوفيّ حين تنقطعُ يدُ البشرِ عن عونِك. الله لا يتركُ من أحبَّه.. بل يدنيه، ويُهذّبُه، ويغمره بلطفِه حتى يملأه نورًا وسلامًا لا يعرفُ الذبول.
بواسطة / آلأمــــــــَِل.ّ | ||
مشاهدات | 20 | |
في | 2025-05-29 14:36:43 |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©