في بعض الأحيان
في بعض الأحيان لا يكون البُعد عن الناس خسارة ، بل مكسبًا صامتًا..
نعيش في عالمٍ يلهث ، لا يتوقّف ، تُلاحقنا فيه الأصوات ، وتتنافس فيه اللحظات على انتباهنا..
كل شيء من حولنا يطلب وجودنا الكامل ، جسدًا وروحًا وفكرًا ، حتى نكاد ننسى أنفسنا بين كل هذا الزخم..
وهنا تظهر العُزلة كملاذٍ هادئ ، كركنٍ منسيّ في زوايا أرواحنا ، نلجأ إليه حين تفيض الدنيا..
العُزلة في جوهرها، ليست رفضًا للناس ، بل هي قبولٌ للذات..
أن تختار الإنسحاب قليلًا لا يعني أنك ضعيف ، بل أنك ناضج كفاية لتدرك حاجتك إلى الصمت ، إلى السكون ، إلى الإصغاء لما يدور داخلك بعيدًا عن ضجيج الخارج..
هي لحظة تصالح مع النفس ، مراجعة هادئة للخطى ، فرصة لالتقاط الأنفاس بعد سباقٍ طويل..
فيها نُفرّغ ما تراكم من تعبٍ وهمّ ، ونستعيد قدرتنا على الإستماع إلى همسات القلب..
قد نجد فيها جوابًا لسؤالٍ طال انتظاره ، أو راحةً لوجعٍ تجاهلناه طويلًا..
لكن، العزلةُ ليست إقامة دائمة ، بل استراحة ضرورية..
لا يجب أن تُطيل المكوث فيها ، فلا أحد ينبت في الظلّ إلى الأبد.. نحنُ مخلوقاتٌ خُلقت للتفاعل ، للتواصل ، للحياة مع الآخرين.. فحين تهدأ روحك ، وتصفو أفكارك ، عُد إلى العالم محمّلًا بالسلام ، أكثر فهمًا لذاتك ، وأكثر رحمة بمن حولك..
فالعُزلة إن استُخدمت بحكمة ، لا تُبعدنا عن الحياة ، بل تُقرّبنا من حقيقتها الأعمق..
بواسطة / آلأمــــــــَِل.ّ | ||
مشاهدات | 9 | |
في | 2025-05-25 11:59:09 |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©