أدركت

أدركت أخيرًا أن كل ما كانت تبحث عنه .
لم يكن حبًا خارقًا ، و لا نجاحًا يُثير الإعجاب .
كانت فقط بحاجة إلى لمسة صادقة تُطمئنها .
كلمة دافئة تُشعرها بأنها مرئية .
بأنها موجودة بحق ، لا مجرد ظل يمضى فى الزحام .
لقد تعبت من القوة التى تلبّستها طويلًا .
من التظاهر بالتماسك أمام خيبات مُتكررة .
و من الصمت حين كان قلبها يصرخ بكل ما أوتى من ضعف .
هى لا تريد الكثير … فقط حضنًا لا يُشترط فيه تفسير .
عينين لا تُحاسبها على ضعفها ، و كتفًا لا يخون فى لحظة إنكسار .
نعم ،،، هى تحتاج إلى الحنيّة و لا شئ غيرها .
لأنها أنهكت من القسوة المُقنّعة بالنوايا الحسنة .
من الصلابة التى فرضها الواقع .
من العلاقات التى تُقايض العطاء بالواجب .
اليوم ، لم تعد تبحث عن مُنبهرين بها .
بل عن من يحتضن هشاشتها بلا خوف .
عن من يفهم أن الحنيّة ليست مُجرد تصرّف ، بل إسلوب حياة .
آن الآوان أن تمنح نفسها هذا الدفء .
أن تكون حنونة على قلبها قبل أن تطلب الحنيّة من أحد .
لأن القلوب المُتعبة لا تحتاج للشدّة .
بل لمن يربّت عليها بلطف و يهمس : "أنا هنا … و لن أتركك." !!