رمضان هو ميدان لتربية النفس

رمضان هو ميدان لتربية النفس وتهذيبها، فهو شهر تصفد فيه الشياطين، وتبقى النفس وحدها في مواجهة اختياراتها، فتظهر حقيقة الإنسان وجهاد قلبه. إنه فرصة عظيمة لتقويم السلوك، وتطهير القلب، وتدريب النفس على الصبر، وكبح الشهوات، ومجاهدة الأهواء. وكل عمل يقوم به ابن آدم في هذا الشهر الكريم هو انعكاس لصدق نيته وصفاء روحه، لأن المؤثرات الخارجية تقل، وتبقى النفس وحدها أمام اختبار الإرادة.

في رمضان نتعلم كيف نتحكم في ألسنتنا، فنحفظها من الغيبة والنميمة، ونعوّد أعيننا على غض البصر، وآذاننا على سماع الخير، وأيدينا على فعل المعروف. نصوم عن الطعام والشراب، لكن الأهم أن نصوم عن كل ما يغضب الله، فنخرج من هذا الشهر وقد تهذبت أرواحنا وارتقت نفوسنا.

إنه مدرسة إيمانية عظيمة، فمن استطاع فيها أن يضبط نفسه، ويُصلح قلبه، ويُحسن عمله، فقد نال خيرًا عظيمًا، وفتح لنفسه بابًا للتغيير الدائم، لا المؤقت. فليكن رمضان بداية صفحة جديدة مع الله، وصفحة مضيئة مع النفس والخلق.