القشة التي قصمت ظهر البعير"

"القشة التي قصمت ظهر البعير"

يحكى أن رجلًا كان لديه جمل،
فأراد أن يسافر إلى بلدة ما فجعل يحمل أمتاعًا كثيرة فوق ظهر ذلك الجمل!!

حتى كوم فوق ظهره ما يحمله أربعة جمال فبدأ الجمل يهتز من كثرة المتاع الثقيلة

حتى الناس يصرخون بوجه صاحب الجمل
يكفي ماحملت عليه.
إلا أن صاحب الجمل لم يهتم

بل أخذ حزمة من تبن فجعله فوق ظهر البعير
وقال هذه خفيفة وهي آخر المتاع،
فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضًا،

فتعجب الناس وقالوا قشة قسمت ظهر البعير.
والحقيقة إن القشة لم تكن هي التي قسمت ظهره

بل إن الأحمال الثقيلة هي التي قسمت ظهر البعير الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط على الأرض.

ويوضح المثل
بأنه حتى البعير القوي الشديد، القادر على أن يحمل على ظهره قدرًا كبيرًا،

يصل حدًا قد تؤدي زيادة قشة واحدة فوق حمله إلى كسر ظهره وهلاكه أي يجب عدم الاستهانة بصغائر الأمور.

هل تظنون أنَّ القشة هي التي قصمت ظهر البعير ؟؟
كلا والله ، لكنه تحمَّل الكثير ..ثم الكثير .. و الأكثر .. حتى كَلَّ و ملّ و تعب و ما عاد بإمكانه التحمُّل

، إنَّ ما قسم ظهره هو تلك الأحمال التي سبقت القشة ، لكن القشة جاءت لتُنهي الأمر
فلا تتعجبوا.

موقف تافه ، كلمة عابرة ، تصرف غير مسؤول ، أو مزحة سخيفة قد تنتهي علاقة بأكملها ،

ليس لأن ذلك الذي قرر إنهاء العلاقة تافه ، أبداً ، إنه تحمَّل كثيراً .. صمد و صمت ملياً

، ثم جاء هذا الموقف ليطلق عنان لسانه و يفك قيد قلبه فأفصح و قرر و انتهى ،

بينما يقف الطرف الآخر على وجهه تعبير البلهاء و يتساءل ..
هل لهذا الموقف التافه أنْ يُنهي على ما بيننا ؟

قد بلغ من الغباء و التحامل كثيراً حتى أنه لم يعُد يدرك -من كثرة أفعاله -
أن هذا القول أو ذاك يجرح .

تحسسوا كلماتكم و احذروا ..

فثمَّة مواقف و كسُور لا يجبرها ألف اعتذار .