#رسالـــة_لصاحــب_الهـــم
#رسالـــة_لصاحــب_الهـــم
قــال العـلامـة الفـقيه ابـن عـثيمين رحـمه الله :
"الإنـسان في هـذه الـدنيا لا يمكـن أن يبقـىٰ مسـروراً دائـماً،
بـل هـو يومـاً يُسـر ويـوماً يَحـزن، ويـوماً يأتيـه شـيء ويـوماً
لا يأتيه، فهـو مصاب بمصائب فـي نفـسه، ومصائب فـي بـدنه،
ومصائب في مجتمعه، ومصائب في أهله، ولا تحصي المصائب
التي تصيب الإنسان، ولكن المـؤمن أمـره كله خـير، إن أصابـته
ضراء صـبر فكان خيرًا لـه، وإن أصابته سراء شكـر فكـان خـير
لـه.
فـإذا أصـبت بالمصـيبة فـلا تظـن أن هـذا الهـم الـذي يأتيـك أو
هـذا الألـم الـذي يأتيـك ولـو كـان شـوكة، لا تظـن أنـه يـذهب
سُـدىٰ، بـل ستعـوض عـنه خـيراً منـه، سـتحط عنـك الـذنوب
كـما تحـط الشـجرة ورقـها، وهـذا مـن نعمـة الله.
ﻭﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻻﺣﺘﺴﺎﺏ ﺃﻱ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺟﺮ
ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺃﺟﺮ ﻓﺎﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻴﻦ:
١- ﺗﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﺣﺘﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺗﺎﻥ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ.
٢- ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻀﻴﻖ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻧﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﺴﺎﺏ
ﻭﺍﻷﺟﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻟﺴﻴﺌﺎﺗﻪ.
إذا هـو رابـح علـى كـل حـال فـي هـذه المصـائب التـي تأتيـه.
فـإما أن يربح تكفير السيئات وحط الذنوب بـدون أن يحصل
لـه أجـر؛ لأنـه لـم ينـو شـيئًا ولـم يصـبر ولـم يحتـسب الأجـر.
وإما أن يربح شـيئين: تكفير السـيئات، وحصـول الـثواب مـن
الله -عـز وجل- كمـا تقـدم.
ولهذا ينبغي للإنسان إذا اصيب ولو بشوكة، فليتذكر احتساب
الأجـر مـن الله عـلى هـذه المصـيبة، حـتى يؤجـر عـليها، مع
تكفيـرها للذنوب.
وهـذا مـن نعـمة الله -سبحانه وتـعالى- وجـوده وكـرمه، حيـث
يبتلي المؤمن ثم يثيبه على هذه البلوىٰ أو يكفر عنـه سـيئاته".
بواسطة / آلأمــــــــَِل.ّ | ||
مشاهدات | 11 | |
في | 2025-02-11 23:34:32 |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©