سوء الظن مرض يقتل كل شيء جميل"..

"سوء الظن مرض يقتل كل شيء جميل"..

من أسوأ الصفات التي يمكن أن تجدها في شخص ما هي صفة سوء الظن ..
تجده دائمًا يسيء الظن في كل من حوله سواء في كلامهم أو تصرفاتهم..
لا يذهب تفكيره إلا للمعنى السيء ، ولا مجال عنده لوضع الإحتمالات الطيبة في كلام أو أفعال من أمامه..
حتى لو كان معنى الكلام يحمل احتمالين ، فإن عقله يقوده مباشرة للإحتمال السيء حتى وإن كان العكس هو الصحيح..
والأسوء من سوء ظنه ، هو اعتداده برأيه وفكره وعدم تقبل التبرير حتى لو حاولت مراراً أن تشرح وتثبت أنك لم تكن تقصد مافهمه من معنى سيء ، وأنه هو من أساء الظن بك..
هؤلاء الأشخاص يكون التعامل معهم صعب ومرهق للنفس والروح والأعصاب..
تشعر أنك دائمًا في موقف اتهام ، وأن عليك دائماً أن تدافع عن نفسك وأفكارك ونيتك لتدفع عنك سوء الظن الذي لحق بك..
تجد نفسك دائمًا تحسب حساب الكلمات قبل أن تنطقها معهم ، وتنظر في التصرفات والأفعال التي تصدر منك خشية أن تُفهم على عكس ماتقصد..
أنت دائماً في وضع الدفاع ، لكن عن ماذا ؟
هل جريمتك أنك تتكلم بحُسن نية وتُفهم بالعكس؟
هل جريمتك أنك تتصرف على طبيعتك بدون تصنع أو تكلف ، فتجد من يُحمل الأمور أكثر مما تحتمل؟
أم جريمتك أنك تظن أن الجميع مثلك وأنك تتكلم وتتصرف وأنت على ثقة أنك لن تُفهم إلا بشكل واضح ظناً منك أن الجميع على نفس مستوى نقائك وشفافيتك..
لا يا عزيزي ..
إنتهى زمن الصحابة ..
إنتهى زمن الأولياء والتابعين..
وحتى إنتهى زمن الصالحين ولم يعد منهم إلا القليلين..
لا أقول لك أن تسيء الظن ، لكن لاتتوقع أن يُحسن أحد الظن بك..
ولا أقول لك أن تتكلف وتتصنع في قولك وفعلك ، لكن لا تنتظر أن يتم فهمك بالشكل الصحيح..
ولا أقول لك أن تقبل بالهجوم والإتهامات الموجهة لك ، لكن لا تحاول أن تدافع عن موقفك ونيتك ولا تبرر تصرفاتك لمن لا يريد أن يرى إلا رأيه..
فطالما أن الله يعلم نيتك ، فتوكل عليه ولا يحزنك قولهم..
حافظ على صحة قلبك وروحك ونفسك وترفع بها عن الصغائر ، واحتفظ بنقاء نواياك مهما لوثتها الظنون..
فعلى طهارة قلبك تُؤجر ، وعلى ظنونهم يأثمون.