إلى: لا أحد

إلى: لا أحد

مسكين ذلك الذي يفتش في كل القلوب عن الأمان، يحتاج لمن يطمئنه دائمًا أنه محبوب، أنه يليق بالمحبة، أنه ليس ظلا ثقيلا على أحد، وأنه نسمة صيف وفراشة جميلة، لكن كيف يحدث هذا في زمان أصبح الناس فيه يكرهون أنفسهم يدعو كل واحد جهارًا نهارًا إلى التخلي والأذية والتجاهل ورد الإساءة ألف مرة، علا حديث الرفض والبغض فلا صوت يعلو على "أنا".
مات بنا التغافل عن الإساءة، وتحمل الرفيق حتى سبعين ذلة، ما إن ينطق صديق بكلمة طيبة حتى تفسر وتأول وتحول وتلف بسبعين لفافة من الأقاويل حتى تموت ملامحها الطيبة، وتستبدل بتهم جاهزة ملفقة ويقوم الطرف الآخر برد الصاع ألف.
في أي صحراء هلك اللطف، والكلمات الطيبة المطمئنة، والأفعال النبيلة، لماذا لا نربت على قلوبنا وقلوب أحبتنا حتى تطمئن.

ملحوظة: لا تجعل من حولك يتسول المحبة والأمان منك، ما معك جُد به مرة وعشرة وألف ولا تمل من رفيقك حتى يمتلأ أمانًا، الأمان ماء القلوب وغذاء الأرواح، بخيل بخيل بخيل حق عليه اللعنات من وجد كان له رفيق لا يرفق بقلبه العطش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ