الكذاب علي الدات...

.................. الكذب على الذات.......................
يعد الكذب على النفس من أخطر الأمراض التي ربما يجهلها الأغلبية، نحن دائمًا نحاول أن نمثل السعادة أمام الناس، فبعضنا يوهم الناس بأنه يتلذذ السعادة والنقص يعتريه، وفي خلوته يتصارع مع نفسه كل يوم، وبعضنا يحب الشهرة، ويعمل جاهدًا من أجل كسب الشهرة، وهو يعاني من الشقاء ما لا تطيقه الجبال، وقد نسى أن حب الظهور يقسم الظهور.
بعضنا يتحدث مع نفسه ويحاول اقناعها بحجج مطلية، والنفس دائمًا تعاتبه، لأن النفس لا تحب الخداع، ولا تحب المظاهر المزيفة، وهو يمثل أمام الناس أنه الرجل الذي أسعد منهم، بل هنالك أشخاص تفشى المرض في أنفسهم، حتى بلغ الوهم أشده، يظهرون أمام الناس بصفة الأسود، وفي الواقع هم أسود من كراتين.
إن هذه التصرفات تندرج تحت بند عقوق النفس، لأن أنفسهم غير راضية على نمط الحياة بشكل عام، وكل هؤلاء ينتهي به المطاف إلى الاكتئاب، وإلى الانتحار التدريجي إذا ما كان المفاجئ في بعض الحالات.
يمكن أن نتجاوز هذا كله إذا اقتنعنا بالمشكلة ومسبباتها، وإذا اقتنعنا فعلًا بأن السبب الرئيس هو سوء العلاقة مع الله، وإذا اقتنعنا بأن لا توجد سعادة حقيقية إلا مع الله، نعم البعد عن الله هو سبب ما آلت إليه النفوس، ونحن نعلم بأننا نقترب من الله، ثم نبتعد في أحيان أخرى، وبدرجات متفاوتة بين البشر، وهنا يظهر دور النفس اللاومة، ولكل نفس لها دورها، وقد تتجسد في الشخص الواحد عدة أنماط من النفوس، تتغير النفس مع المحيط أحيانًا، أو بموقف ما، أو ربما بصدقة أو دعاء، أو ما شابه.
وأخيرًا، أنا لست بداعية، ولست بشيخٍ ولا علامة، ولست بطبيبٍ نفسي، وإنما أنا مثلكم تمامًا، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى الطريق المستقيم، ونسأل الله أن يعيننا على التعلق بحبله الذي لا ينقطع، ونسأل الله أن يعيننا على تغيير ما بأنفسنا.