هل من الرياء أن يفرح الإنسان إذا علم الناس بعبادته؟
💧 فإذا قال قائل: هل من الرياء أن يفرح الإنسان إذا علم الناس بعبادته؟
♦️الجواب:
لا، ليس من الرياء، لأن هذا إنما طرأ عليه بعد فراغه من العبادة.
فإذا قال قائل: هل من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة؟ فالجواب: لا، بل إن ذلك دليل على إيمانه، كما جاء في الحديث: ( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن ) والأول إذا قلنا أنه فرح بثناء الناس عليه بما فعل من الخير قلنا ليس من الرياء، وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك فقال ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) أن الله تعالى يطلع العباد على عمله فيثنون عليه بما يستحق من هذا العمل.
فإذن ما يطرأ بعد انتهاء العبادة لا يؤثر عليها، اللي يكون بعد انتهاء العبادة لا يؤثر عليها، اللهم إلا أن يكون هذا الشيء فيه عدوان كالمن والأذى في الصدقة، فإن هذا العدوان يكون إثمه مقابلا لأجر الصدقة فيبطلها، كما قال الله تعالى: (( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )).
أرجو المقام اتضح الآن؟
الكلام في الرياء في مقامين، المقام الأول: في حكمه، والثاني: في حكم العبادة إذا اتصل بها الرياء.
قلنا في حكمه أنه من الشرك الأصغر وقد يكون أكبر. في حكم العبادة المتصل بها، قلنا: إن كان الباعث على العبادة هو الرياء فهي باطلة جملة وتفصيلا باطلة بكل حال، وإن كان الباعث على العبادة الإخلاص لكن طرأ عليها الرياء، فهذا له حالان، الحال الأولى: أن يركن إلى ذلك ويسكن إليه ويطمئن به، فماذا يكون الحكم ؟ تبطل العبادة إن كانت مما ينبني آخرها على أولها، وإلا صح منها ما لم يكن فيه الرياء، وبطل ما فيه الرياء. والحال الثانية: أن لا يطمئن إلى الرياء ويكرهه ويهرب منه فما حكمه؟ هذا لا يؤثر على عبادته شيئا، واضح ؟
طيب، لا بد لنا من الأدلة على هذه الأشياء، نقول: أما إذا كان الباعث له الرياء فالدليل على بطلانه أيش؟ هذا الحديث الذي معنا، قال الله تعالى: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وقال سبحانه وتعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )).
وأما بطلانها إذا طرأ عليه في أثنائها، فلأن العبادة إذا بطل آخرها وهي مما ينبني أولها على آخرها إذا بطل آخرها بطلت جميعا كما لو أحدث في أثناء الصلاة مثلا تبطل الصلاة كلها، أما إذا كان لا ينبني بعضها على بعض فإن الأول الجزء الأول منها صحيح، ما خالطه رياء ولا شيء، مبني على الإخلاص، والجزء الثاني منها يكون باطلا. وأما إذا طرأ عليه الرياء وهي الحال الثانية ولكنه لم يطمئن إليه ولم يقره، فدليله قوله عليه الصلاة والسلام: ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ).
السائل : رمضان ...
الشيخ : لا، منفصل يعني اليوم ينفصل عن أمس.
شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
بواسطة / آلأمــــــــَِل.ّ | ||
مشاهدات | 27 | |
في | 2024-10-04 11:48:23 |
الحقوق محفوظة لـ سـآگن آلروح،
شات فنون ليبيا للجوال2025 ©