إلى تلك الصلبة

إلى تلك الصلبة
التي وجدت نفسها مرساة سفينة ضلت طريقها.. واحتضنتها الأمواج العارمة بقسوة، فآثرت ان تنزل اشرعتها وتبحر عكس تيار الكسر بلا خوف أو تردد.

لا تملك رفاهية القرار أو حتى الاختيار..

تلك التي لم تكترث لمن حولها ولما حولها ، فتنحت عن أدوار الأنوثة وعاشت أدوار البطولة بإفراط.
اختارت ان تقود معاركها دون استسلام.. وقد بترت فيها كل مشاعر السعادة والأمل، فالامانة التي تحملها كانت اعمق من أن تشعر بقطع أوردة الحياة فيها.

هي خلف الكواليس.. بركان و لهيب.. ذرات رماده من نسيان

وفي مسرح الحياة هي امرأة تجيد احتساء كوب قهوتها بهدوء، و التظاهر بأنها بخير بكل خير تفعل.
امرأة اجادت كل أدوارها..
ونسيت كيف تعود امرأة حقيقة..

ونسي الجميع حقها بأن تعيش بسلام..
كانت تغرق هي بصمت.. وهي تجيد الابتسام لا الاستسلام
تتمسك بآخر ما تبقى في روحها من يقين و أمل
تلك التي توالت سنوات العمر تعصف بملامح وجهها الجميل الحاد.. دون رحمة ممن حولها
هي اليوم لا تحلم إلا بليلة هادئة..
يصمت فيه ساكنوا عقلها..
و يصمت الخوف في روحها.. و ضجيج الألم

إلى تلك الصلبة
ألف تحية.. حتى يأتي الجبر.. و تهدأ أمواج الابتلاءات العارمة.. ويسود السلام قلبا ما عرف سلاما ولا استسلام.