آلأمــــــــَِل.ّ

ليس لديَّ صديق يُرافِقُني سوى الصمت ، تجدُني في كل حالاتي صامتة، حزينة أو سعيدة.. خاسرة أم فائزة، مخطئة أم محِقّة.. فقط صامتة ، وهذا الصمت يا صديقي يأخذ الكثير من طاقَتي، فأنا أحارِب بكل ما أوتيتُ من قوة لتخرُج الحروف، لكنها مُلتَصِقة إلتِصاقاً شديداً بحُنجَرتي تأبَى مغادرتِها.. أشعر بأنني لستُ أنا ، لم تكن يوماً هذه طبيعتي، منذ وقت مضى كنتُ ثرثارة لا أتوقّف عن الحديث، كنتُ جميلة بلا ندوب ، بلا أرَق أو أذى ، بلا خسائر في قلبي، كنتُ مليئة بالشغف ، أثق بكل من حولي، أمّا الآن ، لم أعُد قادرة على الكلام، عجزتُ عن فعل أي شيء ، عن التبرير ، عن الحب والتضحية، وحتى البكاء.. لقد استُهلِكتُ بالكامل ، كأنّ داخلي فارغ من كل شيء.. لا أفعل شيء سوى التخطّي، تخطّي يومي.. حزني.. وحتى حاجتي للكلام.. حتى أحلامي التي صنعتُها تلاشت رغبتي بتحقيقها.. اشتقتُ لنفسي كثيراً.. اشتقتُ لسماع صوتي.. لحريّتي وشعوري بالخِفّة.. مُثقَلةٌ أنا يا صديقي بأشياء ابتلعتُها منذ مدّة.. أحاول التخلّص منها.. لكنني لا أستطيع.. أيُعقَلُ أن يضيع الشخص بداخله ولا يجد طريقاً للوصول إليه؟ كيفَ لشعور الغربة أن يُسيطِر عليّ وأنا لم أخرُج من جسدي؟ انا هنا، مازلتُ موجودة.. أنظر يا صديقي لي جيداً.. هذه ملامحي ذاتُها.. هذه أنا حية ولكني فاقدة للشعور بي وبالحياة أيضاً..
_تَكَسُّرَآت_الرُوحْ

في 2024-06-28 02:05:06

آلأمــــــــَِل.ّ

بعد كل ما مررتُ به وخُضتُه من تجارب مع أصناف مختلفة من الناس.. عوّدتُ نفسي أن لا انحَنَى برحيل أحد أو غِيابهِ أو حتى تغيُّرُه.. وأن أستَقيم بي واتقبّل التغيير والتجديد والتجربة.. إن شعرتُ بثِقل كاهِلي في منتصف الطريق.. لا أتَرَدّد أبداً بتَخفيف الحُمولة والتخلّص من كل شيء زائد عن الحاجة ، فقد اكتَشَفتُ بأنه لا بأس في الإرتِجال وتغيير الخطة والأولَوِيّات والطريق، والوِجهَة إن تطَلّبَ الأمر أيضاً ، ما عُدتُ أخشى من الوجع ، لأنه ومهما طال فهو مؤقت.. صرتُ مؤمِنة أنّ ما بعدَ الألم هناك نُضج رائع وقوة وتحرّر من كل ما يُعيق تقدُّمي في الحياة.. الوصول إلى النضج ليسَ بالهَيّن.. وشعور الراحة بعد الوصول له أيضاً لا يُنسَى ولا يُثَمّن.. يكفينا أننا سنتَمكّن من رؤية ملامِح أيّ طريق قبلَ أن نسلُكُهُ، وقراءة كل شخص قبل مُصافحتهِ..
_تَكَسُّرَآت_الرُوحْ

في 2024-06-28 02:05:36

آلأمــــــــَِل.ّ

كُلّما كانت تمُر سنة وأُنهي عُمرًا كنت أشعُر بالسعادة لأنهُ أُضيفَ عامٌ إلى عدّاد عمري ، حتى توالت السنوات وفرحَتي تزداد وأنا أراقِب خصلات الشّيب تغزو رأسي ، ما كان يُفرِحُني حاسّة السمع عندي كيفَ ضعُفَت بعضَ الشيء، فما عُدتُ أسمعُ إلا ما أريد سماعَهُ ويُسعدُني ، حتى بصري كان يضعُف تدريجيًّا ، فكنتُ أرى كل الأشياء حولي جميلة ومرتبة حتى السيئون الذين صادفتهم في شبابي بدوا بمظهر رائع جدا ، أمر مضحك ومبكي في آن واحد أن تتساوى الأشياء أمامنا ، وعندما ضَعُفَ أكثر وأصبحتُ بحاجة لنظارةٍ كي يتسَنّى لي الرؤية بوضوح ..بكيتُ بشدة..بكيت دونَ توقّف.. لأنني عِشتُ هذه السنوات أخدعُ نفسي ، لأنّ كل الأشياء لازالت على حالها والأشخاص كذلك ، فقررتُ حينها أن لا أمسحَ زجاج نظارتي ..ومنذ ذلك الوقت أرى كل شيء مُشَوّش للغاية لكنه يريحني فعلا..أحياناً يا صديقي بحاجة نحنُ لِإنكار حقيقة الأشياء والأشخاص من حولِنا ، أن نعيش وهم كاذب في مخيّلتِنا.. فقط لنُمرّر الأيام دونَ جهود إضافية من التفكير الذي أكلَ نصف أعمارنا..
_تَكَسُّرَآت_الرُوحْ

في 2024-06-28 02:06:17

آلأمــــــــَِل.ّ

لا أحد فينا يكسَب كل شيء في حياته، الأهَم أنّ ما نكسبهُ يكون حقيقي و يُريحُنا.. كم من الكثير من أعمارِنا ضاعت في تقبُّل أوضاع وظروف وأشخاص لا يُشبهوننا وليسوا لنا وغير لائِقين بنا.. ولا نعي تلكَ الخسارة إلا بعد فوات الأوان... أحياناً ترك الأشياء وعدم كسبِها.. ورفض الأشياء لا تقبّلها.. وأن نبتعد لا أن نقترِب.. مكسب عظيم لنا.. لشراء أنفسنا وراحتنا.. ولنُحافِظ على ما تبَقّى من أشياء جميلة بداخلنا.. السعادة نجدها في إغلاق الباب بدَل فتحهِ.. والإنسحاب بدل الإستمرار..وترك الأشياء بدل من الحصول عليها..
_تَكَسُّرَآت_الرُوحْ

في 2024-06-28 02:07:07

فره

روووووعاتك

في 2024-06-28 02:47:07

القرش

كلام واقعي وحقيقي وفيه كثير من العبر والخكم
احسنتي

في 2024-06-28 09:45:33