مِن سابع المستحيلات أن تتعلق بشخصٍ ما ، إذا كنتَ تُحبُّ نفسك …
الحب الحقيقي لا يمكن نهائيا أن يُسمى حبا دون أن يكون مقرونا بالاحترام ، الأمان ،التفاهم ،الايجابية و حب الخير للآخر ، لهذا عندما تكون في علاقةٍ ما و تجد نفسك مضطرا أن تتخلى عن احترام الذات و تغوص في السلبية و عدم الأمان ، فاعلم انك في علاقة تعلق سام و ليس حبا …
الحب الحقيقي نادر جدا وجوده في عالمنا الحالي ، إذا لم نقل منعدما ، لأن الناس تحب مصالحها أكثر ما تحب كرامتها و نفسها ، و تبحث عن الحب دائما في مصادر خارجية و هي عاجزة تماما أن تكون منابعا له..
عندما تُحب نفسك ، سوف تسقط كل المصالح و العواطف و الغرائز التي سوف تجرك إلى مكان لا تستطيع فيه احترام ذاتك ..سوف تخجلُ أن تنظر إلى المرآة و ترى شخصاً مهزوما ، ضعيفا و خائفا تملكه غرائزه و عواطفه و مصالحه…
تخيل ان تبقى مع إنسان في علاقة لأنك مُستفيد من شيء ما ، لكنك تعيس ، مقهور ، يقتلك القلق و الخوف و الكتمان ..صحتك النفسية و الجسدية في تدهور و مع ذلك تبقى من اجل تلك الاستفادة مهما كان نوعها ، و تحكم على نفسك بحياةٍ ضنك ، تفقد بريقك و شغفك و حبك للحياة، و لا يبقى امامك سوى لعب دور الضحية و المضحي الذي ضحى بكل شيء من أجل لا شيء…
و هنا يلعب ايمانك من عدمه دورا رئيسيا في حياتك ، إذا كنت تؤمن أن الله قوي و قادر على كل شيء ، كيف ترضى أن تُكون حياتك تحت رحمة إنسان أو مصلحة ؟ كيف تسلم أمرك لعبدٍ و أنت تدعي انك تؤمن بالله ؟
الله لم يضع في النفس البشرية الكرامة عُنوة ، لقد وضعها فيك لأنه يريدك أن تحب نفسك و تخاف عليها و تحترمها …
كلنا نخطأ و تغرينا الحياة ، أغلبنا أو كلنا أضطررنا ان نتخلى عن كرامتنا في وقتٍ من الأوقات خوفا أو طمعا أو تعلقا …لكن ذلك الشعور مؤلم و قاتل، ينزع عنك صلتك بالإنسانية و الله و الحرية ، و يجعل منك عبدا مهما حققتَ من مصالح .
إذا تمسكت بكرامتك فأنت وضعت كل ثقتك و يقينك في الله ، و قطعت عهدا على نفسك ، انك لن تتعايش إلا مع الظروف و الأشخاص التي تصون قيمتك و قدرك ..
إذا تمسكت بكرامتك فأنت دون شك اخترتَ اصعب طريق ، لأنك سوف ترفض رفضا قاطعا كل من و ما يجرك أن تكون ذليلا ، خسيسا منافقا مغلوبا على أمره …
احباء الله أعزاء ليسوا اذلاء تحت رحمة المال و الغرائز و العواطف ..احباء الله تأتي اليهم الدنيا التي رفضوا أن يبيعوا من أجلها ارواحهم و مبادئهم ..
من يحب نفسه ، يحبه الله و لا يعلق قلبه بمن يجعلونه يتسول حقه في الحياة…
يبدو الأمر صعبا و حتى مستحيلا للكثيرين ، خصوصا في عالم المصالح .. لكن أنا أمشي بهذا المبدأ ، و لم يحطني الله يوما في موقف مذلة ..و كان دائما سهلا جدا علي أن اترك أي إنسان يريد الحط من شأني ، و سهل جدا علي أن اترك كل ظرف يسلب مني إنسانيتي ..و لم احتج إلى يومنا هذا أي مساعدة من أحد لأن الله يرسل لي كل شيء دون أن أطلب ذلك…
احبوا انفسكم و سوف ترون حب الله في كل شيء
في
2024-05-23 23:54:12