أنا وأنت متفرقان .. ولسنا منفصلان ..

أنا وأنت متفرقان .. ولسنا منفصلان ..
نعم فالذي يفرق بيننا مسافات فقط ..
ولكن روحنا متصلة ..
ظاهرياً فقط يبدو اننا منفصلان ..
لكن بداخلنا كل شئ فينا مربوط ومعقود علي الاخر فقط ..
قلوبنا وارواحنا وضحكاتنا معقودة ببعض ..
وبرغم عدم اللقاء .. وبرغم تباعد المسافات ..
اشعر بك .. وتشعرى بي ..
أسكن فيك .. وتسكنى في ..
نهيم في متاهات الدنيا .. ونتخبط بها يميناً ويساراً ..
ولكن دوماً أجدني أسير نحوك .. وأراك تسير نحوي ..

مهما كانت الاهات .. ومهما كانت جراحنا ..
ومهما فقدنا من قوة وصبر .. يبقي حضن كل منا هو مصدر الطاقة والقوة للآخر ..
يبقي كل منا هو المحطه التي يصل اليها الاخر مهما ابتعد كي يستريح من عناء هذه الدنيا وضرباتها المتلاحقة ..
نجد أننا نخوض نفس المتاهة .. بنفس تعقيداتها وشعور الضياع الذي يسيطر علينا ..
نشعر بأن كل شئ حولنا غير حقيقي .. ويكون كل منا للأخر هو الشئ الوحيد الثابت والحقيقي ..
لا يتغير بتغير الزمن او بعد المسافات ..

ونحن متفرقان .. نفقد كل قيمة للحياة ..
فلا يبهجنا فيها شئ ..
كل مافيها باهت .. وسخيف .. بدون لون أو طعم ..
وعندما تجمعنا نقطة تلاقي في متاهتنا ننسي كل ماحولنا ..
وينعدم وجود أي شئ حولنا .. ندخر لبعضنا كل مشاعر الحب واللهفة والاشتياق ..
فنشعر بأننا قد عدنا للحياة من جديد ..
يكفينا فقط ان نلتقي وتتعانق ارواحنا كي نشعر بأحلي وأجمل المشاعر التي لا تكون الا ونحن معاً فقط ..

اتنفسك .. وتتنفسني ..
استنشق عطرك .. وتستنشق عطري ..
نروي ظمأ اشتياقنا ..
نأخذ هدنة من المتاهة .. ومن الزمن .. ومن كل الواقع السخيف الذي نحيا به ..
نأخذ هدنة نشعر فيها بأننا حقاً بشر .. ولنا حقوق البشر
لنا حق الحياة .. لنا حق الحب .. لنا حق الحلم ..
ولكن للاسف سرعان مانعود الي متاهتنا مرة اخري ..
ونتمزق نصفين مرة أخري .. ونتفرق وكل منا يترك روحه وقلبه ومشاعره وفرحته مع الآخر ...
علي أمل اللقاء مرة أخري .. علي أمل الحياة مرة أخري ..
أُحبك .. وسأظل أُحبك إلي الأبد .. وبرغم كل شئ ....
...