أسمعهم يتهامسون

أسمعهم يتهامسون ..قالوا لقد تعدت الثلاثين و فاتها القطار، و مازالت وحيدة دون أنيسٍ ولا أطفال …اسمع افكارهم و هم ينتظرون مني ، أن أتنازل عن بعض من العنفوان و الكرامة و المبادئ ..حتى لا أبقى وحيدة …
ولكن هُم لا يفهمون أن القطار لم يفتني ، بل أنا من تركته يرحل بدوني ..هم لا يفهمون أن تفكيري خارج السرب و أني امرأة لا تفهم لغة المجتمعات و ضغوطاتها ، كل ما افهمه هو لُغة روحي و ما تريده روحي …

#ثم

لن أتزوج من اجل الزواج حتى ولو بقيتُ وحيدة طوال عمري، لأن الوحدة الأكثر قسوة و ألما هي تلك الوحدة و الغربة التي تشعر بها و أنت مع إنسانٌ اخترته ان يكون شريكا لك ،يُضفي على حياتك نكهة و ألوانا زاهية و إذا به يسحب منك الحياة ببطئ ..
لن أتزوج من أجل أن اكون أُمًّا، لأن شعوري بالمسؤولية تجاه الأطفال يجعلني أفكر ألف مرة قبل أن أتزوج و أُنجِبَ و السلام ..
ماذا سوف أقدم لهم من علم و تربية و حياة كريمة ؟ هل فعلا هذا الرجل هو حب حياتي الذي أعلم جيدا أنه جدير بكلمة أب ؟ هل انجابي منه حب كبير له ؟ أم فقط حتى أُغرقه بالمسؤوليات و أضمن وجوده قربي ؟
لن أفكر أبدا في الانجاب إلا و أنا مع رجل أحبه حبا عظيما يجعلني أريد الانجاب منه ..
لن أتزوج من اجل التكاثر و النمطية أو الاعتمادية ، لن أتزوج من اجل الصورة الاجتماعية ، لن أتزوج من اجل الحاجة و الضغوطات التي ترغمني على ذلك ..
لستُ أنا من تعيش مع رجلٍ من اجل سقف و طعام و شراب..لستُ أنا من اقول :سوف اتحمل الظلم و الخيانة و الذل من اجل أولادي ..لستُ أنا من أقول لا استطيع تركه من اجل المصلحة .. لستُ أنا من تستطيع العيش دون روح ، ودون قلب و دون شغف …

رائد

لهذا فأنا و بكل يقين و اطمئنان، اترك كل قطارٍ ليس قطاري يرحل دون أي ندم أو خوف أو قلق ..
و احيانا كثيرة تجدني أستمع إلى حكايات من ركبن القطار الخطأ خوفا من شبح الوحدة و العنوسة ..تلك التي اضطرت ان تبقى من اجل الصغار لأنها تزوجت من اجل الانجاب ، و تلك التي اضطرت ان تبقى من اجل الصورة الاجتماعية لأنها تزوجت من اجل الصورة …و تلك التي اضطرت ان تبقى من اجل المصلحة لأنها تزوجت من اجل المصلحة ..و تلك التي تزوجت هربا من ظروف ما و اضطرت ان تبقى في حالة هروب..
و بين كل هؤولاء ، و من تجاربي في الحياة ، قررتُ قرارا لا رجعة فيه …أن ابقى في حياة رجلٍ فقط لأني أعشقه و احترمه و ارى فيه صفات النبل و الرجولة و الشهامة ..غير ذلك فلا فائدة من الزواج اذا كان سوف يجعلني امرأة تعيسة ، و أما تعيسة تبقى من اجل كل الاسباب إلاَّ اسباب القلب و الروح و الراحة النفسية …